الثلاثاء، 15 أبريل 2014

نعمة الحمد



أمعن النظر في حكمة المولى سبحانه من هذا التقدير والترتيب ،واستنتج بنفسك فائدة الحمد والامتنان لكل ما أنعم الله به عليك في كل أجزاء حياتك ، كن إيجابياً وانظر دائما للنصف المملوء من الكوب ،وتذكر بينك وبين نفسك كل النعم التي تغرق أنت فيها ليلا ونهارا وكف عن الشكوى ولا تتذكر الأمور السلبية إطلاقا وقل بقلبك ولسانك الحمد لله على كذا والحمد لله على كذا ........ كل ما أنت فيه هو نعم من الله لا تجحد بها ولا تنساها ولا تنكرها بل تذكرها دائما وتذكر المنعم واحمده عليه ساعتها فقط يتحقق فيك قوله تعالى لئن شكرتم لأزيدنكم
إن نعمة الحمد التي وهبنا إياها المولى سبحانه إذا حققناها بالفعل فهي تورث الرضا القلبي والعقلي في داخل الإنسان ، قليلون هم من يستطيعون تحقيق ذلك برغم أن الطريقة سهلة للغاية سأدلك عليها : أنظر بعين اليقين لمن هم أدنى منك في أي شيء ، في المال أو الأولاد أو العلم أو الجسم أو الصحة أو الخ .... وفي كل مرة قل بقلبك ولسانك الحمد لله  على كذا و الحمد لله على كذا .... ساعتها تشعر بالرضا وأنك أفضل بكثير من غيرك ، وفي هذه الحالة فقط يزيدك الله من نعمه ويعطيك أكثر مما تتمنى ، لماذا ؟؟؟
أولاً لأنك رضيت بنعمته وحمدته عليها وهو سبحانه أكرم من جميع خلقه ولذا فهو يكافئ بالإحسان وبالفضل .
ولكن إن أنت أنكرت النعمة وجحدت بها واشتكيت للناس فلماذا يعطيك إذا كنت في كل أحوالك جاحدا وناكراً للنعم .
ثانياً إن حمدك وامتنانك يدخلك في حالة نفسية رائعة وهي حالة الرضا والحب والخير وهذا
هو الإيمان والتصالح مع النفس ومع الكون المحيط بك واعلم أنك مثل المغناطيس الذي يجذب إليه الأشياء المشابهة له ، فإن كنت في حالة طيبة ستجذب إليك الأحداث الطيبة ، وإن كنت في حالة سيئة فسوف تجذب إليك الأشياء والأحداث السيئة .
ضبط بوصلة التفكير أو أسلوب التفكير
أولاً عليك أن تكون متفائلاً ومستبشراً للخير  في كل أمر من أمور حياتك حتى في حال الحوادث والمصائب أعاذنا الله وإياكم ، واعلم أن وقوع المصيبة حاصل لا محالة لأنها شيء قدري ولكن الخير العائد إليك منها هو أمر اختياري ، بمعنى : أنك إذا جزعت و صرخت وفقدت عقلك فهذا لن يعود عليك بخير ولن يعوضك عن شيء مما حدث ، ولكن إذا صبرت وحمدت الله وشكرته ورضيت بقضائه فهذا فضلاً عن الثواب الذي ستأخذه فإنه أيضاً يساعدك على التماسك والصبر ويدخلك في الحالة النفسية الطيبة التي تكلمنا عنها سابقاً وهذا بالتبعية سيدر عليك الخير مهما كانت المصيبة – والعياذ بالله – كبيرة ، ليس معنى هذا أن لا نحزن ولكن ليكن الحزن مقنناً ولنا في رسولنا الكريم أسوة حسنة حين توفي ابنه فبكى عليه (( وقال إن القلب ليحزن وإن العين لتبكي وإن لفراقك يا إبراهيم لمحزونون ، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا إن لله وإنا إليه راجعون ))
و من هنا يجب علينا أن نتخذ من نعمة الحمد منهجاً وأسلوباً للحياة ليس باللسان فقط وإنما يجب علينا تحقيق الرضا القلبي حتى تحصل الراحة النفسية التي يتنشق فيها الإنسان الهواء ويخرجه ببطء من فمه وهو واضعاً يده على قلبه وهو مبتسماًُ متفوها ويعي( الحمد لله )
أسأل الله لي ولكم السداد والتوفيق وحسن الخاتمة 


يسعدنا زيارتكم لموقعنا والإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك ومشاهدة فيديوهات أعمالنا
أحمد المعداوي




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق